الخلوة والاختلاط:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد
فإن المسلمين قد ابتعدوا عن منهج الله في جوانب عديدة واختلطت في أذهانهم وأفعالهم مسائل من العادات والشرائع مما يوجب عليهم التفقه في دين الله حتى يميزوا بين ذلك بوعي وبصيرة ومن ذلك مسألة الحد الفاصل بين الاختلاط والخلوة وحدود العلاقة بين الرجال والنساء ، ولعلي في هذه الورقة المختصرة أجلي أمر هذه المسألة فأقول مستعينا بالله إن بعض المسلمين تجاوزوا الحد الشرعي وتوسعوا في الاختلاط بين الرجال والنساء من غير حاجة ولا ضرورة بعيدا عن التقيد بآداب الشرع وأحكامه ، وهم الذين يدعون إلى ما يسمونه تحرر المرأة وحريتها ، هؤلاء لا نقف معهم كثيرا لأنهم لاينطلقون من رؤية إسلامية ولا يصدرون عن مرجعية شرعية ، بل مرجعيتهم الغرب ولو دعا إلى غير هذا لدعوا إليه حذو القذة بالقذة
وإن ما نناقش من يرجعون في تصرفاتهم إلى شرع الله ويرضون به حكما ولو خالف ما ألفوه وتعدوه فأقول إن الله كرم الإنسان رجلا وامرأة وجعل من خصائص الإنسان الاجتماع وما يترتب عليه من علاقات لكنه نظم ذلك ولم يتركه للأهواء والعدات التي لا يحدها ضابط يمكن الرجوع إليه وسأبين بالأدلة النقلية والعملية حدود العلاقة بين الرجل والمرأة في التعامل والاختلاط
وقبل هذا أنبه إلى ضرورة التفريق بين الخلوة والاختلاط من الناحية الشرعية والعرفية حتى لا نستخدم مصطلحا فيما لم يوضع له شرعا وعرفا.
فالخلوة الاجتماع في خلوة، ومنه قوله وتعالى : ﴿ وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ ﴾ [البقرة:14]،أي انفردوا بهم،يقول الراغب في مفرداته
(ص 158) : خلا فلان بفلان صار معه في خلاء ، وخلا إليه انتهى إليه في خلوة ، فالخلوة إذا مكان الانفراد بالنفس أو بغيره.
ويقول الحافظ ابن حجر في شرحه لحديث أنس أن امرأة من الأنصار جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخلا بها ..إي في الطريق ما نصه : وفيه أن مفاوضة المرأة الأجنبية سرا لا يقدح في الدين عند أمن الفتنة ( فتح الباري 9/333).
ومن هنا عد الفقهاء الخلوة الشرعية التي توجب على العاقد المهر وتلحق النسب وتوجب العدة وغير ذلك هي التي تكون في البيوت ونحوها مع عدم أمن الدخول أما الخلوة في الطرقات أو مع عدم الأمن فلا تعد من ذلك4.
المرأة الأجنبية : هي من ليست بزوجة ولا محرمة بنسب أو رضاع كزوجة الأخ وابن الخال وابنة العم ونحوها من غير المحارم.فهذه الخلوة محرمة مهما كان في الرجل والمرأة من صلاح لحديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليست معها ذو محرم منها فإن ثالثهما الشيطان) وعن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إياكم والدخول على النساء ،فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو قال الحمو الموت)
وهذا ما يحمل عليه حديث ( إياكم والدخول على النساء ) إذ المراد به الخلوة في مكان آمن بإغلاق باب ونحوه.
وقد أجمع العلماء على أن ذلك محرم مهما وجد من عدالة وانتفى من ريبة، وهذه الخلوة لا تبيحها ضرورة كالتعليم والعلاج ونحو ذلك .
وهذا متفق عليه أما الاختلاط بالنساء فإذا كان من غير مباشرة ولا انكشاف ، وكان لغرض صحيح كالتعليم أو العلاج وأمنت الفتنة وعرف القصد فإن ذلك جائز ولا يجوز تسميته خلوة ولا اختلاطا بقصد التنفير منه وذمه، ويجب التفريق بينه وبين الخلوة ، أو اختلاط السفهاء المحرم،لحرمة الأول وإباحة الثاني، ولأن عدم التفريق بينهما غلو وتشدد مخالف للشرع لما ورد من أدلة ولفعل السلف الذين هم أشد ورعا أو عمق فهما وأقل
تكلفا وأشد غيرة على الدين والأعراض والمحارم،وأبعد عن الريبة.
وعلى هذا يجب أن لا يلتفت إلى تلك الآراء الشاذة التي ينكر أصحابها دخول العالم والدعية على النساء المسلمات الصالحات ليعلمهن ، ولا ينكرون دخول الأقارب والركوب مع الأجانب ، ويجدون في كل ذلك مبررا دون هذا!!
بل هو من لبس الباطل بالحق ، والأدلة على هذا كثيرة منها:
1-قوله تعالى : (وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَقَ يَعْقُوبَ )[1] يقول الطبري – رحمه الله: قيل كانت قائمة من وراء الستر تسمع كلام الرسل وكلام إبراهيم ، وقيل : كانت قائمة تخدم الرسلَ ( الضيوف)، وإبراهيم جالس مع الرسل[2].
2-وقد حكى الله تعالى في القرآن ما وقع من بنات شعيب عليه السلام من اختلاط مباح لم يخرجهن عن حد الأخلاق والآداب الإسلامية المرعية في سورة القصص بل إن ذلك الاختلاط –المشروع- وقع مع كلم الله موسى عليه السلام ، فقال تعالى : (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ * فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ * قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَةَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّالِحِينَ ) الآيات من 23-27.
3- وأخبر تعالى عن ملكة بلقيس ومجيئها إلى نبي الله سليمان وما جرى بينهما من حديث كما في سورة النمل في قوله تعالى : (فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ * وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ * قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) الآيات 42-44.
ومعلوم أن الآداب العامة والأخلاق الإسلامية لا يدخلها النسخ ، كما إن الصحيح الراجح أن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا ما يخالفه فكيف إذا ورد في شرعنا ما يدل عليه ويوافقه؟! .
4-لقد ورد في سبب نزول قوله تعالى : (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)أن أم المؤمنين عائشة قالت : تبارك الذي أوعى سمعه كل شيء إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى علي بعضه وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تقول : يار سول الله أكل مالي وأفنى شبابي ونثرت له بطني حتى إذا كبرت سني وانقطع ولدي ظاهر مني اللهم إني أشكو إليك[3] -شدة وجدي وما أجد من فرافقه ...اللهم امتعني بزوجي-[4]قالت فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآية ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما).
5- قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)[5]،وفي تفسيرها يروي البخاري في صحيحه من حديث سبيعة بنت الحارث أخبرته أنها كانت تحت سعد بن خولة، وهو من بني عامر بن لؤي، وكان ممن شهد بدرا، فتوفي عنها في حجة الوداع وهي حامل، فلم تنشب أن وضعت حملها بعد وفاته، فلما تعلت من نفاسها تجملت للخطاب، فدخل عليها أبو السنابل ابن بعكك، رجل من بني عبد الدار، فقال لها: ما لي أراك تجملت للخطاب، ترجين النكاح، فإنك والله ما أنت بناكح حتى تمر عليك أربعة أشهر وعشر. قالت سبيعة: فلما قال لي ذلك جمعت علي ثيابي حين أمسيت، وأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك، فأفتاني بأني قد حللت حين وضعت حملي، وأمرني بالتزوج إن بدا لي.
6-وفي صحيح مسلم من حديث فاطمة بنت قيس قالت : نكحت ابن المغيرة وهو من خيرة شباب قريش يومئذ فأصيب في أول الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما تأيمت خطبي عبد الرحمن بن عوف في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخطبي رسول الله على مولاه أسامة بن زيد وكنت قد حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من أحبني فليحب أسامة فلما كلمني رسول الله صلى عليه وسلم قلت : أمري بيدك فانكحني من شئت.......).
7- وعن عائشة رضي الله عنها قالت : أو مأت امرأة من وراء ستر بيدها كتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فقال: ( ما أدري أيد رجل أم يد امرأة ؟ قالت بل امرأة – بل يد امرأة- قال: لو كنت امرأة لغيرت أظافرك – يعني بالحناء) . رواه أبو داود في كتاب الترجل – باب في الخضاب للنساء 4/395رقم 4148.
فالنبي صلى الله عليه وسلم إنما تحفظ من ملامستها ، ولذا دعاها إلى ما يفرق بينها وبين الرجال من خضاب وحناء، وهو أمر أصبح بعض المتدينات يرونه مخالفا للتدين وهذا ليس من سمة السلف الصالح ، وإنما هو من سمات الغلو والتشدد حتى سمعت واحدة منهن تسأل هل يجوز للمرأة أن تتزين بالذهب!!.
8-روى البخاري من حديث أنس قال : جاءت امرأة من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخلا بها ، فقال : والله إنكم _ يعني الأنصار- لأحب الناس إلي) رقم 5234.
9-وروى مسلم عن سهل بن سعد قال: دعا أبو أسيد الساعدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرسه، فكانت امرأته يومئذ خادمهم وهي العروس. قال سهل: أتدرون ما سقت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أنقعت له تمرات من الليل في تور، فلما أكل سقته إياه. وأخرجه البخاري وترجم له "باب قيام المرأة على الرجال في العرس وخدمتهم بالنفس".
يقول القرطبي : قال علماؤنا: فيه جواز خدمة العروس زوجها وأصحابه في عرسها.
10-ما رواه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك ، فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن فكان فيما قال : (ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجابا من نار) فقالت امرأة : واثنين ؟فقال : ( واثنين) رقم 101من كتاب العلم.
11- ما رواه النسائي من حديث مولى عمرو بن العاص أنه أرسله إلى علي يستأذنه على أسماء بنت عميس فأذن له حتى إذا فرغ من حاجته سأل المولى عمرا عن ذلك فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أو نهى أن ندخل على النساء بغير إذن أزواجهن.
واستمر هذا الدخول وهذا ( الاختلاط ) المشروع زمن الصحابة وفي جميع عصور الأمة من غير نكير مما لا يمكن حصره إلا بجهد كبير .
وزيادة على الاختلاط الخاص المحدود بحسب الحاجات اليومية ، فإنهم كانوا يختلطون في العبادات المختلفة وفي الأسفار والجهاد مع التزامهم بآداب الإسلام ووقوف كل منهم عند حدود الشرع وأوامره بعيدا عن جفاء الجاهلين أو تهتك المنحرفين .
عبادات النساء مع الرجال:
1-صلاة الفريضة:
فعن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: (( لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم يُصَلِّي الْفَجْرَ , فَيَشْهَدُ مَعَهُ نِسَاءٌ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ , مُتَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ ثُمَّ يَرْجِعْنَ إلَى بُيُوتِهِنَّ مَا يَعْرِفُهُنَّ أَحَدٌ من الغلس). . رواه البخاري – باب وقت الفجر 1/197رقم 578.
لقد ورد الحديث بروايات عددية ففي بعضها ( ما يعرفن من الغلس )صحيح البخاري 1/277رقم 867، وانظر الرقم 872كذلك .
(ما يعرفهن أحد) رقم 372، وكلها في الصحيح ،وهي محتملة لأن يكون السبب شدة التلفع والستر ، ولا يبعد أن يفهم منه تغطية الوجه ، لكن ذلك مردود بما يأتي :
1- أن هذه الرواية المجملة بينت في الرواية الأخرى وأن ذلك بسبب الغلس فوجب حمل المطلق على المقيد.
2- أن التلفع في العربية معناه الالتحاف والاشتمال أي تغطية الرأس والجسد ولا يشترط فيه تغطية الوجه، ولذا فسروه باشتمال الصماء كما في اللسان.
3- أن تغطية الوجه في الصلاة والإحرام منهي عنها إجماعا،قال أبو عمر ابن عبد البر: " وقد أجمعوا أن المرأة تكشف وجهها في الصلاة، والإحرام" (التمهيد 6/364)، ويقول النووي (المشهور من مذهبنا أن عورة الحرة جميع بدنها إلا الوجه والكفين وبهذا كله قال مالك وطائفة وهي رواية عن الإمام أحمد.... ومن قال عورة الحرة جميع بدنها إلا وجهها الأوزاعي وأبو ثور، وقال أبو حنيفة والثوري والمزني قدماها أيضا ليس بعورة، وقال أحمد جميع بدنها إلا وجهها فقط) المجموع ج3 ص 175.
2-صلاة الكسوف: عن أسماء بنت أبي بكر رضى الله تعالى عنهما أنها قالت أتيت عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين خسفت الشمس فإذا الناس قيام يصلون وإذا هي قائمة تصلي فقلت : ما للناس فأشارت بيدها إلى السماء وقالت سبحان الله فقلت : آية فأشارت أي نعم قالت فقمت حتى تجلاني الغشي فجعلت أصب فوق رأسي الماء فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : ما من شيء كنت لم أره إلا قد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور مثل أو قريبا من فتنة الدجال لا أدري أيتهما قالت أسماء يؤتى أحدكم فيقال له ما علمك بهذا الرجل فأما المؤمن أو الموقن لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيقول محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وآمنا واتبعنا فيقال له نم صالحا فقد علمنا إن كنت لموقنا وأما المنافق أو المرتاب لا أدري أيتهما قالت أسماء فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته.
صحيح البخاري -باب من أحب العتاقة في كسوف الشمس رقم 1005.
3-صلاة الجنائز: صلاة أمهات المؤمنات على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى سعد بن معاذ.
4-الاعتكاف: اعتكاف أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من بعده.
5-الجهاد، وما يلزم فيه من تطبيب ومخالطة أثناء السفر والإقامة ، و الطبيبة رفيدة التي كانت تطبب سعد بن معاذ مثال على ذلك ، وفيها يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
كما في حديث عائشة رضي الله عنها: أصيب سعد بن معاذ يوم الخندق، رماه رجل من قريش في الأكحل فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم رفيدة أن تقيم خيمة في المسجد ليعوده من قريب، وقال ابن إسحاق في السيرة: كان رسول الله قد جعل ابن معاذ في خيمة لامرأة من اسلم يقال لها رفيدة في مجلسه. كانت تداوي الجرحى وتحتسب بنفسها على خدمة من كانت به ضبعة (جرح أو مرض) من المسلمين. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال للقوم حين أصابه السهم بالخندق “اجعلوه في خيمة رفيدة حتى أعوده من قريب”.
ومثل ذلك في الحج والأسواق وفي الاحتفالات والمناسبات، وهو ما يمكن أن يفرد ببحث مستقل.
وفقنا الله لما يحبه ويرضاه وجعلنا ممن قال الله فيهم : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) سورة الأحزاب الآية36.
كتبه
أبو أحمد
مكة المكرمة
25/6/1428هـ
M2I@gawap.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق