الـطـاعــة
أولاً - تعريف الطاعة :
1 - الطاعة في اللغة : الانقياد والموافقة، يقال: أطاعه إطاعة أي: انقاد له، والاسم طاعة، وأنا طَوْع يدك، أي منقاد لك.
وطوعت له نفسه : رخصت وسهلت[1] .
2 - اصطلاحاً : وقال الشرقاوي الشافعي: الطاعة امتثال الأمر والنهي [2].
وقال ابن حجر : الطاعة هي الإتيان بالمأمور به والانتهاء عن المنهي عنه، والعصيان بخلافه[3].
3 - دعوياً : وقد عرفها الإمام حسن البنا بقوله: "وأريد بالطاعة امتثال الأمر وإنفاذه تواً في العسر واليسر والمنشط والمكره"[4] .
ثانيًا - أهمية الطاعة :
1 - إن الطاعة من العوامل الأساسية التي تحتاجها كل حركة من الحركات، والحركة - كل حركة - لا يمكن أن تبلغ المستوى المطلوب ما لم يكن عنصر الطاعة قد بلغ لديها ذروة القوة والكمال، والطاعة في الإسلام تُستمد من أصول الدين العقيدية والتشريعية.
وبيّن هذا المفهوم أبو الأعلى المودودي، فقال: "من الوجهة الدينية الخالصة، فإن طاعة أفراد الجماعة لأميرهم في المعروف جزء من طاعتهم لله ورسوله، وإذا كان الإنسان لم يقم بأمر هذه الدعوة إلا مع الاعتقاد بأنه إنما يقوم بأمر الله ورسوله، وهو لم يرض بأحدٍ أميراً على نفسه إلا ابتغاء وجه الله وتقرباً إليه، فهو بطاعته لأميره في أوامره المشروعة، إنما يطيع الله ورسوله في حقيقة الأمر، ويكون مبادراً إلى ذلك على قدر ما يكون اتصاله بالله ورسوله وطاعة الأخ هذه بما أنها لله فأجرها عند الله عظيم"[5].
2 - العمل مع الغير لنشر الإسلام والدعوة إلى الله، يحتاج إلى فقه دقيق، وصبر جميل، وترويض للنفس، وقدر كبير من ضبط النفس، ونكران الذات، والتواضع، وقابلية الانسجام مع سير المشتركين معه في العمل لنشر الإسلام، وقبول الرأي المخالف لرأيه، إلى غير ذلك من المعاني اللازمة لأي عمل جماعي إسلامي.
لهذا كله فليس كل مسلم يصلح للعمل الجماعي، لأنه ليس كل مسلم فيه المعاني اللازمة لهذا العمل، فقد يكون صالحاً في نفسه لكنه لا يفقـه معنى النظام والطاعة، كأن يعتبره تقييداً على حريته، ونوعاً من التعسف، أو يعتبر الطاعة مذلة واستكانة لا متابعة لأمر الله وإطاعة له، كمتابعة المأموم لإمامه في الصلاة، يتابعه تنفيذا لأمر الشرع، وليَسْلَم له الأجر والثواب، ومثل هذا المسلم قد ينفع منفرداً، ولكنه يضر إذا عمل مع غيره"[6] .
ومن يكون مع جماعة ولكنه لا يلتزم بالطاعة قد يكون قدوة سيئة لمن يعمل معه من أفراد الجماعة، في إخلاله بالنظام وعدم التزامه بمقتضيات الطاعة، فيختل الصف وتتفرق الآراء، وتعم الفوضى والاضطراب، ويكثر الخروج على الجماعة، فيقول الناس: جماعةُ سوء، واختلاف بسبب أهواء، ودعاة شر يريدون إصلاح الناس وينسون إصلاح أنفسهم، فيكون ذلك فتنة شديدة للدعوة إلى الله وتنفيراً عملياً للناس عن الإسلام.
3 - والطاعة ضرورية في كل عمل، وهي أشد ضرورة لعمل الجماعة التي تدعو إلى الله وتقوم بنشر الإسلام، ولهذا فقد بلغ من فقه الصحابة الكرام للطاعة أنهم كانوا في حفر الخندق حول المدينة يستأذنون رسول الله إذا أراد أحدهم الذهاب لقضاء حاجته بخلاف المنافقين المندسين في صفوف المسلمين، فقد كانوا يتسللون لواذاً ولا يستأذنون رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ابن هشام[7]: ويتسللون - أي المنافقون - إلى أهلهم بغير علم من رسول الله ولا إذن، وكان الرجل من المسلمين إذا نابته النائبة من الحاجة الـتي لابد له منها، يذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويستأذن في اللحوق لحاجته فيأذن له، فإذا قضى حاجته رجع إلى ما كان فيه من عمل في الخير واحتساباً له، فأنزل الله تعالى في أولئك المؤمنين:
{ إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَذِىنَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }[8]
ثالثاً - الوسائل المعينة على الطاعة :
الطاعة أمر شاق على النفس، ومما يعين عليها :
1 - احتساب الأجر.
2 - الثقة بالآمر.
3 - الفهم الدقيق لمتطلبات العمل الجماعي.
4 - التواضع.
وفيما يلي شرح لكل منها :
1 ـ احتساب الأجر.
طاعة الشخص لآخرين في كثير من الأحيان قد يكون صعبًا على النفس لأن فيه تنازل عن حظ النفس في استقلالها, وتأتي المشقة أيضًا من بعض الأوامر مما يخالف هوى النفس ورغباتها, ومما يهون هذا الأمر على النفس احتساب الأجر من الله تعالى, لأن طاعة الآمر لا تكون لذاته بل لصفته, والقصد منها حينئذ يكون رغبة في الأجر من الله تعالى, ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم, في الحديث: "اسمعوا واطيعوا, وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة"[9].
وإذا كانت الأعمال المباحة تتحول إلى طاعة يؤجر عليها المسلم بالاحتساب, فمن باب أولى ما يكون من الطاعة في العمل لنصرة دين الله, وفي كل عمل من أعمال الطاعات يهون هذا العمل إذا احتسب المسلم الأجر عند الله تعالى, كما أن كثيرا من الصعاب والمشاق التي تواجه الدعاة إلى الله عز وجل تهون على نفوسهم إذا تذكروا ما وراءها من الأجر عند الله تعالى, يقول ابن القيم رحمه الله : "إن ما يصيب المؤمنين من الله تعالى مقرون بالرضا والاحتساب, فإن فاتهم الرضا فمعولهم على الصبر, وعلى الاحتساب, وذلك يخفف عنهم ثقل البلاء, ومؤنته, فإنهم كلما شاهدوا العوض هان عليهم تحمل المشاق والبلاء"[10].
ويذكر ابن القيم رحمه الله عن إحدى العابدات حين قطع إصبعها وسئلت عن سبب صبرها قالت: حلاوة أجرها أنستني مرارة ذكرها[11].
وليعلم الدعاة إلى الله أن في الطاعة معنى عظيما ودقيقا من معاني الزهد, لأن من يطيع غيره فإنه قد تنازل عن جانب كبير في حظ النفس, وما ذلك إلا لله, ويعتبر من أنواع الزهد, حيث وصفه ابن القيم بالزهد في النفس, ووصفه بأنه ذبحها بغير سكين, ويقول فيه: "فلا تغضب لها ولا ترضى لها, ولا تنتصر لها, ولا تنتقم لها, قد سبلت عرضها ليوم فقرها ووفاتها", ثم بين أن ذلك يكون بأن "يخلص روحه من سجون المحن والبلاء, وأسر الشهوات, وتتعلق بربها ومعبودها ومولاها الحق"[12].
2 ـ الثقة بالآمــر :
يقول الإمام البنا في رسالة التعاليم: " وأريد بالثقة اطمئنان الجندي إلى القائد في كفاءته وإخلاصه اطمئناناً عميقاً ينتج الحب والتقديـر والاحترام والطاعة: { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاًّ مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً }[13] ، والقائد جزء من الدعوة، ولا دعوة بغير قيادة، وعلى قدر الثقة المتبادلة بين القائد والجنود تكون قوة نظام الجماعة، وإحكام خططها، ونجاحها في الوصول إلى غايتها، وتغلبها على ما يعترضها من عقبات وصعاب: {فأَوْلَى لَهُمْ (20) طَاعَة وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ }[14] ، والثقة بالقيادة هي كل شيء في نجاح الدعوات.
إن ثقة الفرد فيمن يربيه لا تقل أهمية عن الطاعة، وعلى قدر اطمئنان الفرد إلى مربيه، وحبه،وتقديره، واحترامه، وطاعته تكون ثقته فيه، فإذا تزعزعت هذه الثقة فإن ذلك دليل على فقد الحب والتقدير والاحترام والطاعة للمربي، أي إخلال الفرد بكل هذه الواجبات، وحرمان المربي من كل هذه الحقوق.
وهذه الثقة لها أسبابها الداعية إليها، ومن أبرز هذه الأسباب:
- الاطمئنان إلى كفاءة المربي وقدراته.
- والتأكد من إخلاصه في كل ما يصدر عنه من توجهه به إلى الله وحده.
- واعتباره والداً ومرشداً وهادياً وناصحاً أميناً.
- والأخذ بالاعتبار أنه أكثر خبرة وعلماً وتجربة.
- والأخذ برأيه عند اختلاف وجهات النظر.
هذه الدعائم للثقة هي التي تجعلها ثقة واعية مبصرة تستهدف إرضاء الله تبارك وتعالى.
2 ـ الفهم الدقيق لمتطلبات العمل الجماعي :
لا يمكن تصور قيام عمل جماعي إلا بوجود أمير، الرسول صلى الله عليه وسلم أمر باتخاذ الأمير في السفر، ففي الحديث:"إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم"[15] .
ويعلّق ابن تيمية رحمه الله على هذا الحديث فيقول: "فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أوجب الإمارة في أقل الجماعات وأقصر الاجتماعات أن يولى أحدهم، كان هذا تنبيهاً على وجوب ذلك فيما هو أكثر من ذلك"[16] .
وهؤلاء الأمراء لاشك في وجوب الطاعة لهم، ومن هنا جاءت الأحاديث العامة في طاعة الأمراء، ومن ذلك حديث أنس رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسمعوا وأطيعوا وإن استُعمل عليكم عبدٌ حبشي كأن رأسه زبيبة"[17] .
فإدراك الداعية لوجوب العمل الجماعي، وأن هذا العمل يتطلب وجود أمير لضرورة ذلك لأي اجتماع أدرك أن لازم وجود الأمير طاعته فيما يأمر لمصلحة تحقيق أهداف العمل ونجاحه.
4 ـ التواضــع :
واعلم أن من وسائل بناء الطاعة بناء خلق التواضع في النفس، والطاعة لولاة الأمر والمربين دليل على خُلق التواضع لدى المؤمن، والموصوف في كتاب الله.. قال تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ }[18]
لما كان الذلُّ منهم ذل رحمةٍ وعطفٍ وشفقةٍ وإخبات عَدَّاهُ بأداة "على" تضميناً لمعاني هذه الأفعال، فإنه لم يُرِدْ به ذلَّ الهوانِ الذي صاحبُه ذليلٌ، وإنما هو ذُلُّ اللينِ والانقياد الذي صاحبُـه ذلولٌ، فالمؤمنُ ذلولٌ، كما في الحديث: "المؤمنُ كالجمل الذَّلُولِ، والمنافِقُ والفاسِقُ ذليل"[19]وأربعة يعشقهم الذلُّ أشدَّ العِشق: الكذابُ، والنمـامُ، والبخيلُ، والجبارُ.
وقولُـهُ : { أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ } هو من عزة القوة والمنعَـة والغَلَبَة.
قال عطاء رحمه الله : للمؤمنين كالوالدِ لولده، وعلى الكافرين كالسَّبع على فريسته، كما قال في الآية الأخرى: { مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ }[20]
ومن حديث عياض بن حمارٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله أوحى إليَّ: أن تَواضعُوا، حتى لا يفخَرَ أحدٌ على أحدٍ، ولا يبغي أحدٌ على أحد"[21] .
على الأخ المسلم أن يعود نفسه على الطاعة وامتثال الأمر: ولا يدع مجالاً لإلقاءات الشيطان ووسوسات الكبر في نفسه، والطاعة والتواضع يأباها المتكبرون، وتشق على نفوس المكابرين، وهذه قصة جبلة بن الأبهم تأبى نفسه أن يخضع لحكم أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، فيترك الإسلام ويتنصر، ويفضل الضلال على الهدى، قال أبو عمر الشيباني: "لما أسلم جبلة بن الأبهم الغساني وكان من ملوك آل جفنة كتب إلى عمر يستأذنه في القدوم عليه، فأذن له عمر، فخرج إليه في خمسمائة من أهل بيته فسر عمر وأمر الناس باستقباله، فلما انتهى إلى عمر رحب به وألطفه وأدنى مجلسه، ثم أراد عمر الحج فخرج معه جبلة، فبينما هو يطوف بالبيت إذ وطئ إزاره رجل من المسلمين من بني فزارة فانحل فرفع جبلة يده فهشم أنف الفزاري، فاستعدى عليه عمر، فبعث إلى جبلة فأتاه، فقال: ما هذا؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، إنه تعمد حل إزاري، ولولا حرمة الكعبة لضربت بين عينيه بالسيف، فقال عمر: قد أقررت، فإما أن تُرضي الرجل وإما أن أقيده منك، قال جبلة: وماذا تصنع بي؟ قال عمر: آمر بهشم أنفك كما فعلت. قال جبلة: كيف ذلك يا أمير المؤمنين، وهو سوقة وأنا ملك؟ قال عمر: إن الإسلام جمعك وإياه، فلست تفضله بشيء إلا بالتقوى والعافية، قال جبلة: قد ظننت يا أمير المؤمنين إنني أكون في الإسلام أعز من الجاهلية، قال عمر: دع عنك هذا فإنك إن لم ترض الرجل أقدته منك، قال جبلة: إذن أتنصر، قال عمر: إن تنصرت ضربت عنقك لأنك أسلمت، فإن ارتددت قتلتك، فلما رأى جبلة صدق عمر، قال: أنا أنظر في هذا ليلتي هذه حتى إذا نام الناس خرج جبلة بخيله ورواحله إلى الشام هارباً،ومنها إلى القسطنطينية وتنصر![22] .
رابعاً - ضوابط الطاعة :
1 - الطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره :
من كلمات الإمام البنا:
"وأريد بالطاعة: امتثال الأمر وإنفاذه تواً في العسر واليسر، والمنشط والمكره..."[23].
فالطاعة: امتثال الجندي أمر قائده، وإنفاذه تواً، واتباعه دون تجاوز، ودون إبطاءٍ أو تراخ.
- في العسر واليسر: أي في كل حال، لأن حال الإنسان لا تخلو من هذين الاحتمالين: العسر أو اليسر، وفي كليهما يجب أن تكون الطاعة دون تعلل بعسر يقعد عنها، أو يسر يلهي عن الطاعة.
- والمنشط : ما ينشط له الإنسان من عمل سهل عليه ومحبب إليه.
- والمكـره : ما يكرهه الإنسان من عمل أو ما يشق عليه ويضيق به، ولايحب أن يعمله.
- ولا تكون الطاعة، طاعة على وجهها الصحيح إلا إذا امتثل الطائع وأنفذ في الحالتين معاً، أي سواء أكان محباً للعمل نشطاً فيه، وكان هذا العمل يسيراً عليه، أم كان كارهاً للعمل صادفاً عنه، وكان العمل عسيراً عليه.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليك السمع والطاعة، في عسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك، وأثرة عليك"[24] .
والمعنى أن يسمع المسلم ويطيع حتى لو شعر بأن في هذه الطاعة ما يفضل به غيره على نفسه.
- عن الحارث بن الحارث الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ".. وأنا آمركم بخمسٍ أمرني الله بها: الجماعة، والسمع، والطاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل الله"[25] .
وعند التأمل في هذه الخمس نجد الطاعة تعدل: الجماعة، والسمع، والهجرة، والجهاد، وما ذلك إلا لأهمية الطاعة في بناء النظام الإسلامي عموماً، وفي بناء الشخصية المسلمة المتكاملة، القادرة على الإسهام في العمل على التمكين لدين الله في الأرض.
وبغير الطاعة لا قيمة للأمر، ولا فائدة له، ولا إيجابية، ولا يمكن تصور وجود عمل جماعي دون طاعة من الأفراد لقيادتهم.
2 - الطاعة لا تعني تعطيل الشورى :
الأصل أن طاعة أولي الأمر في غير معصية لا تعطل الشورى، لأن الله تعالى أمر بهذه الطاعة،وهو سبحانه يستحيل أن يأمر بالطاعة، على حين تكون الطاعة منافية للشورى، التي جعلها الله من صفات المسلمين التي تكمل إسلامهم، والمعروف عن خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يستشيرون أهل الحل والعقد ولم يكونوا يستبدون برأيهم، فالأمر كان يصدر بعد استشارة.
والداعية يعتقد في إخوانه أنهم يصدرون عن أمر شوري، والأمراء ينبغي عليهم أن يأخذوا بالشورى في أمورهم لأنها الأصل ولا يعني وجوب الطاعة عدم الاستشارة.
إن مناقشة الأمر قبل التنفيذ لا يتنافى مع كمال الطاعة، إذا كان للتوضيح والنصح والتطبيق المبصر، ولنا في السيرة أمثلة منها: في غزوة بدر، ففي سيرة ابن هشام: "أن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج إلى بدر يبادرهم إلى الماء حتى إذا جاء أدنى ماء من بدر نزل به، قال الحباب بن المنذر: يا رسول أرأيت هذا المنزل، أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه، أم هو الحرب والمكيدة؟ قال صلى الله عليه وسلم: بل هو الحرب والمكيدة، فقال: يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله ثم نغور ما وراءه من القلب، ثم نبني عليه حوضاً فنملؤه ماء ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد أشرت بالرأي، فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الناس فسار حتى إذا أتى أدنى ماء من القوم نزل عليه، ثم أمر بالقلب، فغورت وبنى حوضاً على القليب الذي نزل عليه فملئ ماءً ثم قذفوا فيه الآنيـة"[26].
وكذلك قصة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يوم الحديبية، كما في سيرة ابن هشام: "ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب ليبعثه إلى مكة فيبلغ عنه أشراف قريش ماجاء له، فقال: يا رسول الله إني أخاف قريشاً على نفسي، وليس بمكة من بني عدي بن كعب أحداً يمنعني، وقد عرفت قريش عداوتي إياها، وغلظتي عليها، ولكني أدلك على رجل أرأف بها مني: عثمان بن عفان، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان فبعثه إلى أبي سفيان وأشراف قريش يخبرهم أنه لم يأت لحرب، وأنه جاء زائراً لهذا البيت، ومعظماً لحرمته..."[27] .
3 - تقييد الطاعة في المعروف "أي في حدود الشرع" :
غير أن الطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، مقيدة بألا تكون في معصية الله تعالى، إذ ليس لأحد حاكم أو أمير أو والد أو معلم، أو أي صاحب ولاية على غيره ليس لأي واحد من هؤلاء أن يُطاع في معصية الله تعالى، لما هو ثابت في الشريعة الإسلامية من أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لاطاعة لأحد في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف"[28] .
وعن الحكم بن عمرو الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"[29] .
والطاعة للأمراء مظهر من مظاهر العبادة، كما أن الطاعة هي لأجل الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليست لذات الأشخاص، إلا أن يرى الداعية من أميره كفراً بواحاً، أو معصية صريحة، أما إن كان الخلاف في أمور اجتهادية، فهذا مما تجب فيه الطاعة بل هو محلها لأن أغلب الأمور تكون موضع اجتهادية وخلاف خصوص في الواقع الدعوي, ومما يقع أيضا تحت دائرة الأمور الاجتهاديد استيفاء الأمر حقوق الأخرين كلها, فلا يمكن لأي أمير أن يقوم بكل الحقوق، فينبغي الرضا بالغالب منه، ومن أقوال الإمام معاوية رضي الله عنه مخاطباً الناس في الفتنة: ".. فإن لم تجدوني أقوم بحقكم كله، فارضوا مني ببعضه، فإنها بقاببة قوبها، وإن السبيل إذا جاء يبرى، وإن قلّ أغنى، إياكم والفتنة، فلا تهموا بها، فإنها تفسد المعيشة، وتكدر النعمة، وتورث الاستئصال..."[30].
"ما أدقها من عبارة توضح نتائج الفتنة، ومن عاشها عرف كدرها، ومن عاناها ذاق مرارتها"[31] .
وعن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جيشاً وأمَّـر عليهم رجلاً، فأوقدوا ناراً، وقال: ادخلوها، فأراد ناس أن يدخلوها، وقال الآخرون: إنمـا فررنا منها، فذُكِر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال للذين أرادوا أن يدخلوها: لو دخلتموها لم تزالوا فيها إلى يوم القيامة، وقال للآخرين قولاً حسناً، وقال: لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف"[32].
4 - تقييد الطاعة بالاستطاعة :
بحيث إذا طُلب منه القيام بأمر فإنه يقوم به حسب القدرة والاستطاعة لا أن يعمل فوق طاقته، وقد دلت النصوص الشرعية العامة والخاصة على ذلك، فمن النصوص العامة قوله تعالى:
{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا }[33]
وقوله تعالى : { لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا }[34]
وقوله تعالى : { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ }[35]
ومن النصوص الخاصة: ما رواه جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، فلقنني "فيما استطعت"، والنصح لكل مسلم[36] .
وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: كنا إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة يقول لنا: "فيما استطعتم"[37] هذا لفظ البخاري، ولفظ مسلم: "فيما استطعت".
وروى عبدالله بن عمرو بن العاص حديثاً طويلاً جاء فيه: "... ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة فؤاده فليطعـه إن استطاع"[38] .
ففي هذه الأحاديث تقييد للطاعة بالاستطاعة والقدرة، وهذا كما يقول الإمام النووي: من كمال شفقته صلى الله عليه وسلم، ورأفته بأمته، يلقنهم أن يقول أحدهم: فيما استطعت، لئلا يدخل في عموم بيعة ما لا يطيقه[39].
فالاستطاعة إذن قيد مهم فيما يقوم به المأمور هنا، بل إنها قيد لكل المأمورات الشرعية، وهي كما يقول ابن العربي رحمه الله : " أصل عظيم في الدين، وركن من أركان شريعة المسلمين شرفنا الله سبحانه وتعالى على الأمم بها، فلم يُحمّلنا إصراً[40] ولا كلفنا في مشقة أمراً "[41] .
5 - الطاعة للآمر بصفته وليس لذاته :
حيث تكون الطاعة لذات الآمر دون النظر لما يمثل ويحمل من معنى يبدأ خط الانحراف بالسمع والطاعة.
فلا طاعة من أجل الشارة والوسامة، ولا طاعة من أجل صلة من صلات النسب والدم، ولا طاعة من أجل تحقق نفع مادي على يد هذا أو ذاك، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما السمع والطاعة في المعروف، وكل ما أمر الله ورسوله وأولو الأمر على شرط تنفيذهم وتحريهم أوامر الله ونواهيه وسيرهم في رعيتهم وفق هذه السياسة كل ذلك معروف تجب فيه الطاعة للأمير. وفي الحديث: "اسمعوا وأطيعوا, وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة"[42] .
خامساً - نماذج في الطاعة :
قصة كعب بن مالك رضي الله عنه الذي تخلف عن غزوة تبوك، وصَدَق رسول الله صلى الله عليه وسلم عند رجوعه ولم يكذب عليه كما كذب عليه غيره من المنافقين، وأمر الرسول باجتنابه هو واجتناب صاحبيه اللذين صدقا مثلما صدق، فهجرهم الناس مدة خمسين ليلة، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم الثلاثة أن يعتزلوا نساءهم فبقوا على طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاسيما كعب الذي بعث إليه ملك غسان يدعوه للحاق به ليواسيه مما حصل له فرمى كتابه في التنور، وأمر امرأته أن تلحق بأهلها على الرغم من وحشته لهجر الناس كلهم له.
قال كعب: (حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين إذا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيني فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تعتزل امرأتك فقلت : أطلقها أم ماذا؟ قال: لا بل اعتزلها ولا تقربها وأرسل إلى صاحبي مثل ذلك، فقلت لامرأتي: الحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر) ، ثم أنزل الله توبتهم وجاءتهم البشارة من السماء.
وتبرز أيضًا في قصة كعب طاعة الصحابة رضوان الله عليهم للرسول صلى الله عليه وسلم في التزامهم بعدم الكلام مع المخلفين حتى من أقربائهم. يقول كعب رضي الله عنه: ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه, قال: فاجتنبنا الناس, وقال: وتغيروا لنا, ثم قال: حتى إذا طال ذلك علي من جفوة المسلمين مشيت حتى تسورت جدار حائط أبي قتادة وهو ابن عمي وأحب الناس إلي فسلمت عليه فو الله ما رد علي السلام[43] .
ومن الأمثلة العظيمة في التاريخ الإسلامي للسمع والطاعة هو عمل خالد بن الوليد حيث أتى كتاب أمير المؤمنين لمصلحة قدّرها يأمره فيه أن يُسَلِّم إمرة الجيش لأبي عبيدة عامر بن الجراح، وعزل خالد بن الوليد رضي الله عنه عن إمارة الجيش, فاستجاب لهذا الأمر, وأدى دوره جنديًا تحت إمرة أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه زهاء أربع سنوات, ثم جاء العزل الثاني عن عمله في الجيش كله واستقدامه إلى المدينة فسمع وأطاع, ولم تبدو منه أي تصرفات تخالف امر خليفة المسلمين.
صور من النتائج السيئة لعدم الامتثال للطاعة :
وما غزوة أُحد عنا ببعيد، وكيف أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر الرماة ألا يغادروا أماكنهم، حتى ولو تخطفتهم الطير، ولكنهم مع بشائر النصر للمسلمين، وهزيمة المشركين،ظنوا أن المعركة قد انتهت، فنزلوا وتركوا أماكنهم، مخالفين بذلك أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، مما حول خط سير المعركة وألحق بالمسلمين بعض الأذى واستشهد سبعون، وذلك لتكون درساً على مر التاريخ يؤكد وجوب الطاعة ويحذر من مغبة المعصية.
ما يستفاد من الموضوع
1 - الطاعة هي امتثال الأمر وإنفاذه توا في العسر واليسر والمنشط والمكره .
2 - الطاعة في العمل الدعوي تستمد من أصول الدين العقدية والتشريعية وهي من العوامل الأساسية التي تحتاجها كل حركة .
3 - يجب على المسلم أن يروض نفسه على الطاعة إذ العمل مع الغير يحتاج إلى فقه دقيق وقبول الرأي المخالف لرأيه إلى غير ذلك من المعاني اللازمة لأي عمل جماعي إسلامي .
4 - الطاعة ضرورة لعمل الجماعة التي تدعو إلى الله وتقوم بنشر الإسلام ، فقد كان الصحابة يستأذنون في أدق الأمور .
5 – الوسائل المعينة على الطاعة :
أ - احتساب الأجر .
ب - الثقة بالآمر من حيث كفاءته وإخلاصه .
ج - الفهم الدقيق لمتطلبات العمل الجماعي ، وأن هذا العمل يتطلب وجود أمير يتولى قيادة العمل وأن وجود الأمير يستلزم طاعته فيما يأمر لمصلحة تحقيق أهداف العمل ونجاحه .
د – التواضع فعلى الداعية أن يعود نفسه على الطاعة ولا يدع مجالا لوساوس الكبر في نفسه لأن الطاعة والتواضع يأباها المتكبرون .
6 – ضوابط الطاعة :
أ - الطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره سواء أكان محبا للعمل نشطا فيه ، وكان هذا العمل يسيرا عليه ، أم كان كارها للعمل صادفا عنه .
ب - الطاعة لا تعني تعطيل الشورى فينبغى على الأمراء أن يأخذوا بالشورى في أمورهم لأنها الأصل وأن مناقشة الأمر قبل التنفيذ لا يتنافى مع كمال الطاعة إذا كان للتوضيح والنصح والتطبيق المبصر .
ج - تقييد الطاعة في المعروف أي في حدود الشرع .
د - تقييد الطاعة بالاستطاعة فيقوم بالأمر حسب القدرة والاستطاعة لا أن يعمل فوق طاقته فالاستطاعة قيد مهم فيما يقوم به المأمور بل إنها قيد لكل المأمورات الشرعية .
هـ - الطاعة للآمر بصفته وليس لذاته فعندما تكون الطاعة لذات الآمر دون النظر لما يمثل ويحمل من معنى يبدأ خط الانحراف بالسمع والطاعة لذلك يجب أن تكون الطاعة لما يمثل من المسؤولية والتوجيه وليس لشخصه .
المراجــع
جُمِعت مادة الموضوع من الكتب التالية بتصرف واختصار:
1 - الموسوعة الفقهية ، ج 82 .
2 - ركن الطاعة، د.علي عبدالحليم محمود.
3 - نظرات في رسالة التعاليم، محمد عبدالله الخطيب، محمد عبدالحليم.
4 - طريق الدعوة الإسلامية، د.جاسم مهلهل الياسين.
5 - فصول في الإمـرة والأمير، سعيد حوى.
6 - ممرات الحق، الممر الثاني، رائد عبدالهادي.
[1] لسان العرب ، والمصباح المنير، مادة: (طوع).
[2] الشرقاوي على التحرير: 1/158 (ط.عيسى الحلبي).
[3] فتح الباري : 13/12 .
[4] رسائل الإمام البنا ، رسالة التعاليم ، ص 20 ، ط مؤسسة الرسالة .
[5]. تذكرة دعاة الإسلام، ص 14 ، 15
[6] أصول الدعوة ، د. عبدالكريم زيدان، ص 449 450 بتصرف .
[7] أصول الدعوة ، عبدالكريم زيدان ، ص 447 – 448 نقلا عن ابن هشام، ج2، ص 63 .
[8] النور:62.
[9] رواه البخاري وأحمد في المسند ، وابن ماجه .
[10] إغاثة اللهفان ، ابن القيم : 2/185 .
[11] مدارج السالكين ، ابن القيم ، ص 360 .
[12] طريق الهجرتين ، ابن القيم ، ص 324 .
[13] النساء:65
[14] محمد: 20 - 21
[15] رواه أبو داود، وصححه الألباني، في صحيح الجامع (519).
[16] رواه أبو داود، وصححه الألباني، في صحيح الجامع (519).
[17] رواه البخاري .
[18] المائدة: 54 .
[19] رُوي بلفظ "إنما المؤمن كالجمل الأنف، حيثما انقيد انقاد" رواه أحمد، وابن ماجة، والحاكم، عن العرباض بن سارية في حديث طويل وإسناده قوي.
[20] الفتح: 29.
[21] رواه مسلم .
[22] البداية والنهاية ، ابن كثير ، 8/64 .
[23] الرسائل ، الإمام حسن البنا ، رسالة التعاليم ، ص 20 ، ط مؤسسة الرسالة .
[24] رواه مسلم.
[25] رواه الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1714).
[26] تهذيب سيرة ابن هشام ، عبد السلام هارون، ص 143 .
[27] تهذيب سيرة ابن هشام ، عبد السلام هارون، ص 224 .
[28] رواه البخاري.
[29] رواه أحمد والحاكم، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7396).
[30] البداية والنهاية : 8/ 132 ، القاببة: البيضة، والقوب: الفرخ، قابت البيضة إذا انفلقت عن الفـرخ.
[31] مسافر في قطار الدعوة، د. عادل الشويخ، ص 291 .
[32] رواه البخاري ومسلم وأبو داود وأحمد.
[33] التغابن: 16.
[34] البقرة: 286.
[35] الحج: 78.
[36] متفق عليه.
[37] متفق عليه .
[38] رواه مسلم، كتاب الإمارة، الحديث رقم 46 .
[39] شرح النووي على صحيح مسلم 31/ 11 .
[40] الإصر : الثقل (انظر الجامع لأحكام القرآن 3/ 234).
[41] أحكام القرآن : 1/ 264 .
[42] رواه البخاري .
[43] رواه البخاري .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق